الدوخة: الأسباب وطرق العلاج والوقاية
الدوخة هي مصطلح شائع يصف مجموعة من الأحاسيس المزعجة، مثل الشعور بالإغماء الوشيك، أو عدم التوازن، أو الدوار (Vertigo) الذي يجعلك تشعر أن الغرفة تدور من حولك. الدوخة عرض شائع جداً ويمكن أن يتراوح من حالة خفيفة ومؤقتة إلى مشكلة مزمنة وموهنة.
فهم أسباب الدوخة
يعد تحديد السبب الجذري للدوخة هو الخطوة الأولى نحو العلاج الفعال. تشمل الأسباب الشائعة ما يلي:
1. مشاكل الأذن الداخلية (الدوار)
- دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV): السبب الأكثر شيوعاً للدوار. يحدث بسبب تحرك بلورات الكالسيوم الصغيرة في الأذن الداخلية من مكانها الطبيعي [1.2.1، 1.3.1].
- مرض مينيير (Meniere’s Disease): اضطراب في الأذن الداخلية يسبب نوبات مفاجئة من الدوار الشديد، وفقدان السمع، وطنين في الأذن، والشعور بالامتلاء في الأذن.
- التهاب التيه (Labyrinthitis): التهاب في الأذن الداخلية يحدث غالباً بسبب عدوى فيروسية، مما يؤثر على التوازن والسمع.
2. مشاكل الدورة الدموية
- انخفاض ضغط الدم (Hypotension): انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، خاصة عند الوقوف بسرعة كبيرة (يُعرف بانخفاض ضغط الدم الانتصابي)، يمكن أن يسبب شعوراً بالإغماء أو الدوخة.
- ضعف الدورة الدموية: حالات مثل اعتلال عضلة القلب، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو تاريخ من السكتات الدماغية يمكن أن تقلل من تدفق الدم إلى الدماغ.
3. أسباب أخرى
- الجفاف: عدم شرب كمية كافية من السوائل يمكن أن يقلل من حجم الدم ويسبب الدوخة.
- فقر الدم (الأنيميا): نقص الحديد يمكن أن يسبب التعب والدوخة.
- الأدوية: بعض الأدوية، مثل أدوية الضغط المرتفع أو المهدئات، يمكن أن تسبب الدوخة كأثر جانبي.
- القلق والتوتر: نوبات الهلع أو القلق الشديد يمكن أن تسبب الدوخة.
طرق علاج الدوخة
يعتمد العلاج بشكل أساسي على السبب الكامن وراء الدوخة. يجب استشارة الطبيب لتحديد التشخيص الدقيق.
1. العلاجات الطبية المتخصصة
- مناورات إعادة التموضع (Repositioning Maneuvers): لعلاج دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV)، يمكن للطبيب أو المعالج الفيزيائي إجراء مناورات خاصة، مثل مناورة إيبلي (Epley Maneuver)، للمساعدة في إعادة بلورات الأذن الداخلية إلى مكانها.
- الأدوية:
- قد يصف الطبيب أدوية مضادة للدوار (مثل ميكليزين) أو أدوية مضادة للغثيان في النوبات الحادة.
- لعلاج مرض مينيير، قد توصف مدرات البول أو حقن في الأذن الداخلية.
- إذا كان السبب هو القلق، فقد تساعد الأدوية المضادة للقلق أو العلاج السلوكي.
- العلاج الطبيعي (إعادة تأهيل التوازن): يمكن للمعالجين المتخصصين تعليم المريض تمارين تساعد الدماغ على التكيف مع التغيرات في الأذن الداخلية واستعادة التوازن.
2. التعديلات المنزلية وتغيير نمط الحياة
- زيادة الترطيب: الحرص على شرب كميات كافية من الماء والسوائل على مدار اليوم.
- تجنب المثيرات: التقليل من تناول الكافيين، الكحول، والتبغ، والتي يمكن أن تزيد من حدة الدوخة أو الصداع المرتبط بها.
- الحركة ببطء: تجنب الوقوف أو تغيير الوضعيات بشكل مفاجئ.
- الراحة عند الحاجة: الجلوس أو الاستلقاء فور الشعور بالدوخة لمنع السقوط والإصابة.
الوقاية من الدوخة
يمكن الوقاية من بعض نوبات الدوخة عن طريق:
- تناول وجبات منتظمة: تجنب انخفاض مستويات السكر في الدم.
- إدارة التوتر: ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل.
- استشارة الطبيب: مراجعة قائمة الأدوية التي تتناولها مع الطبيب لمعرفة ما إذا كانت أي منها تسبب الدوخة كأثر جانبي.
الدوخة ليست مرضاً بحد ذاتها بل عرضاً لحالة أخرى، والعلاج الناجح يعتمد على التشخيص الصحيح والمبكر.

